- ماريانا هي صحفية و مؤلفة إتولدت في Venezuela, Caracas في South America.. نشأت في أسرة صغيرة و محبة، وأهلها كان عندهم هدف زراعة حب الإستكشاف في أطفالهم..
و لما بلغت ماريانا سن 7 سنوات.. قرر والدها إن يبعتها هي و إختها ال عندها 6 سنوات لمخيم صيفي بس بعيد حبيتين عن فنزويلا..
فقالها إنو هيسفرهم لبلد محدش فيها بيتكلم باللغة الإسبانية خالص..
طبعاً إتحمست جداً و سرحت بخيالها الطفولي لنوع المكان ال هتسافر ليه، ممكن يكون في ميامي أو أورلاندو بحيث تقدر تقابل ميكي ماوس أخيراً في أرض الواقع..
بس طبعاً كلنا عارفين قرارات الأهل الل بتشيل دايماً حكم مخفية لأجل طويل، لاقيت نفسها فجأة هي و أختها في مخيم في Brainerd, Minnesota.
مكان غريب كلياً، و طبعاً كل الأطفال بيتكلموا إنجيليزي و هو كان مكسر شوية عندها..
فوجدت صعوبة في رد عن أسئلة الأطفال:
" إنتوا منين و تعرفوا الهامبرجر ولا لأ..
و يا ترى عندكم بتروحوا المدارس بعربيات كارو.."
كأن البنتين جايين من كوكب تاني!!
طبعاً ديه النظرة النمطية ال الصغيرين بيخدوها من الكبار من غير ما يفكروا إن المواضيع ديه صح ولا مجرد كلام عن الدول البعيدة.
- المهم ماريانا كانت حاسة بخوف من كونها غريبة هي و أختها وسط عيال كلهم بيتكلموا إنجليزي و عينيهم ملونة و شعرهم أصفر و بشرتهم بيضاء.. و مع عياط أختها كل يوم و إحساسها بالمسئولية إنها لازم تاخود بالها منها قررت تبقا شجاعة و تحاول تتأقلم و تكون صداقات و تنغمس وسطيهم..
بس كون الشخص غريب وسط الناس مش سهل أبداً يكون صداقة إلا لو كان ذكي أو عنده مهارة معينة في التواصل و لفت النظر.. فكان تجربة مؤلمة نوعاً ما للسن ده.
- و بعد سفريات كتير على مر السنين.. والدها قرر يوسع دايرة السفر شوية و يخليها تقضي السنة الدراسية الأخيرة من ثانوي في Wallingford, Connecticut.
طبعاً مخيلتها نطحت كالعادة، هتسافر و تعيش الجو الأمريكي و تعمل دايرة صحاب أمريكان و Boyfriend و كل الأجواء لمسلسلها المفضل Saved by the bell
- سافرت و أول حاجة صدمتها كانت شريكتها في الغرفة، لاقيتها مسلمة و محجبة و من دولة عربية.. طبعاً معرفتش تخبي ردة فعلها و صاحبتها حست بيها..
هي كانت راسمة جو معين للحياة الأمريكية و الشلة و تكون مشهورة في المدرسة، و حست إن صاحبتها هتعيقها بشكل أو بآخر..
طبعاً ماريانا محستش بالأنانية و جو العجرفة ال كانت فيه، ولا إنها حطت صاحبتها في نفس الموقف ال وجعها و هي صغيرة في المخيم!
-المهم قضوا شهرين سوا و صاحبتها نقلت من الغرفة.. و هي حست انو عادي و هي كدة أحسنلها و شالت الموضوع من دماغها..
و عاشت ماريانا الجو فعلا و كونت صداقات و الحياة تمام و زي الفل.
- بعدين ظهر إعلان عن مسابقة للتبراعات الخيرية من خلال الإشتراك في عروض المواهب،.. و طبعاً فرصة ذهبية إنها تظهر أكتر.. فاشتركت بالرقص على أغاني المغنية شاكيرا و كانت فعلاً مميزة و روحت غرفتها و حست إنو الإختلاف وقتها فعلاً حاجة حلوة و مميزة ..
بس فجأة خطرت على بالها صاحبتها إنو بما إنها كانت من أصول عربية زي شاكيرا.. كان ممكن تفيدها أكتر و تعلمها حاجات كتير عن ثقافتها و مش بعيد عن الرقص الشرقي.. و أكيد كان هيساعدها كتير و يديها ثقة زيادة في نفسها.
- و بعد ما رجعت لفنزويلا قعدت تفكر في التجربة ديه و إيه الل كان بيميزها لكونها مختلفة.. و شعرت بأهمية النظر إلى كل ما هو جديد و مختلف و إبداء الإحترام له..
و ده كان الحافز الأساسي ليها عشان تكون صحفية، و قررت تكتب عن كل ما هو مختلف عن البلاد البعيدة و الأجانب الغير شرعيين و ما إلى ذلك..
و بعد ما قفلت محطة تلفزيون كبرى في بلدها.. ظهر ما حفرها والدها فيها من السفر و الإكتشاف لمتابعة حلمها في الصحافة..
فقررت تقطع تذكرة ذهاب فقط للولايات المتحدة و حصلت على منحة دراسية للصحافة.
- و كانت أول مهمة ليها إنها تغطي حملة الإنتخابات للرئيس السابق - باراك اوباما -..
و حست بالثقة و السعادة البالغة وقتها إن ديه فرصتها..
و للأسف وقع سقف توقعاتها، لاقيت انو لسة في عهد أوباما في توترات عرقية في البلد، و لسة في ناس بتحس بالتهديد .. و مكانتش لسة لاقية أي إجابة لده كله، لحد ما دونالد ترامب مسك البلد و فهمت ساعتها..
نسبة كبيرة من المنتخبين بيشوفوا نفسهم مختلفين عن أي شخص و الناس كلهم مختلفين عنهم .. من الل هياخد مكانهم و شغلهم و نظرة الإرهاب و إلى آخره.
- بس عشان تفهم إن انت مختلف.. فانت كمان طريقة تفكيرك هتكون مختلفة، و كل واحد عايز يفضل في فقاعة تفكيره و يحافظ على نظرته للأمور..
كونك إنك ما تشوفش أي حاجة حلوة في إختلاف إلل قدامك ده بينهي أي طريقة للتواصل.. فالبتالي هتفضل منغلق و تكرر نفس الأخطاء.. و لا هتتعلم أي حاجة جديدة ولا هتتطور في حياتك.
- في وقت إنتخابات دونالد ترامب.. كانت ماريانا بتعمل تغطية لصالح قناة NBC، و في وقت ظهور نتيجة الإنتخابات، قررت تحضرها من بيت ناس غير مواطنين و تشوف ردة فعلهم..
ولما النتايج ظهرت، و ترامب فاز.. كانت بمثابة نكسة ليهم..
و جريت عليها بنت صغيرة، متعديش ال 9 سنين، و هي بتعيط سألتها هي كدة ماما هيرحلوها برة البلد؟!
- ماريانا حضنتها و قالتلها إنو كل حاجة هتكون كويسة و قعدت تطمنها، بس في قرارة نفسها كانت خايفة من المجهول...
رجعلها تاني إحساسها في المخيم بكونها غريبة.. و حطت نفسها مكان البنت إزاي هيكون شعورها و هي راجعة كل يوم من مدرستها خايفة متلاقيش مامتها في البيت!!
.. إحنا واجب علينا كلنا نحط نفسنا مكانها و نخليها تفهم ببساطة إن إختلافها ده تميز، مش إنها ملهاش قيمة بسبب جنسيتها أو بسبب أسرتها..
من ساعتها بدأت ماريانا تركز أكتر على الناس ديه و إنهم بشر و ليهم حقوق .. صح إنهم غلطوا في خرق القانون الشرعي في الوجود في البلد .. بس برغم ده قدموا خدمات و حاجات كتير قيمة أثناء وجودهم على أرض هذه البلاد.
- في يوم من الأيام.. أهل ماريانا إتصلوا و قالولها إنو للأسف أختها عملت حادثة جامدة بالسيارة..
قعدت تفكر إيه أسوء سيناريو ممكن يحصل لأختها و يدمرها.. حست بالعجز الشديد إتجاها أختها حبيبتها و إنها مش هتقدر تخفف عنها و تبعد أي ألم زي ما كانت بتعمل معاها دايماً من صغرهم.. كانت صدمة إنو إزاي في لحظة ممكن حياة شخص تنقلب 180 درجة.
أختها عملت أكتر من 15 عملية جراحية و قضت معظم أيامها شبه مشلولة على كرسي متحرك.. بس ديه مكانتش أصعب حاجة في الموضوع..
أصعب حاجة كانت تحول نظرات الناس لأختها من النجاح و التميز لكونها محامية ناجحة و نشيطة..
إلى الشفقة و الأسف و البؤس عليها و فقدان الأمل في حالتها.
- بس بعد إصرار المحاربين و العزيمة، أختها تعافت و قدرت تمشي من تاني بعيداً عن أي توقعات هدامة..
ماريانا إتعلمت من أختها في المحنة ديه إنو مينفعش تسيب نفسك تحت رحمة نظرة الناس ليك.. و ده أصعب إمتحان بنتحط فيه كلنا، و إلل في نفس الوقت بيحمل كل روعة الجمال في نتايجه..
- أياً كانت بلدك، لونك إيه، درجة فهمك للأمور، أو بنيانك الجسدي شكله عامل إزاي أو أياً كان إختلافك..
فإنت شايل جواك حلم و هدف عايز تحققه.. بس ساعات الل حوالينا و المجتمع، و حتى انت نفسك ساعات بتقنعها إنها متستهالش و إنك مش هتوصل و مستحيل يا عم فكك..
- ف في قصة ماريانا إلل خلاها مختلفة هو إلل خلاها ناجحة و واقفة على رجليها..
هي سافرت في معظم أنحاء العالم و إتعرفت على ناس كتير مختلفة الثقافات و المعتقدات..
بس الحاجة الوحيدة الل كانت مشتركة ما بين الكل..
إننا كلنا مختلفين و كل واحد عنده إختلافه إلل بيميزه.. و ده بكل بساطة إلل مخلينا بشر.. شوف الخير في إختلاف غيرك .. و شجعه بالخير.
- المصدر: TEDx University of Nevada
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق